قبل آلاف السنين كتبت رسالة حب وتاهت في البحار اثر غرق باخرة بضائع..
صاحب تلك الرسالة على ظهر السفينة..لا ادري أن كان مختبئ أو يجوبها بكل حرية..!
كل ما اعلمه ان تلك الرسالة كانت رسالة حب...
ومالا اعلمه أين وصلت وكيف غرقت..!
ربما كان كاتبها رجل اختبأ فيها منذ الليل لأن مالديه لايعطيه الحق بالسفر..
او ربما كان عاملاً اعتاد التنظيف والتنظيم...
او ربما كان قائد السفينة....أو حتى قرصان..!!!
لايهم ان أتذكر من كان بالضبط..المهم أنني أعي انه لاأحد مستثنى من الكتابة...
وان كانت عن الحب..!!
كل من امسك القلم استطاع أن يصنع من حبره شيئاً...وان كانت خطوط..او دوائر..أو حتى نقاط..!
وكل من احب يستطيع أن يعبر عن حبه بالكتابة...
حتى وان كان بـ نصف بيت أو عنوان خاطرة..!
لا أحد مستثنى من الحب...ولا الكتابة...
عندما تستطيع الكلمات أن تحمل حبك..فاكتبه بها...أو اكتبها بك..!
لايهم من ابتدأ بكتابة الآخر...
والا فإن الصمت سيكتبك بطرق غير شرعية..!!
ربما تتجمع حروف لم تكتب على شفتيك فتتضح مع ابتسامتك..
ويعلم الجميع منها انك...قيد الحب..!
ولأمد طويل..!!
/
\
عندما يفشل شخص ما عن الكتابة عن الحب..قبل أن يكتب حتى..
أو ان يبتسم..!
وسلم كل محاولاته للفشل آنفاً..!
ستبقى من لاتعرف الاستسلام..وتهوى المواجهة.
تلك نظراته!!
عندها تكون باردة لدرجة تجمد العبارات...
أو تكون ميتة اثر الانصهار...!
وقد تحكي ايضاً عن ذبول مؤسف أثر الفشل في المحاولة لإمساك القلم..
لايوجد من لايستطيع الكتابة عن شعور...
لكن يوجد من لايستطيع محاولة كتابة شعوره...
حتى الأميَ..
حتى الطفل..
ومن له صلة بالجهل بالكتابة..
يستطيع الكتابة...
ربما بقلم..ربما بممحاة...
ربما بيديه.. حتى وان اضطر لتغيير معاني المعاجم العربية... أو غير اللغات..فابتدع حروف ونسي حروف..!
لكنه كتب..ووصل بإحساسه على أطراف الواقع...
/
\
ابتسم لي شخص ذات مرة...فكان كمن قدم لي صفحات من أجمل العبارات التي أزهو بها ماحييت...
ليست كل ابتسامة جميلة....
أتذكرون المثل الذي يقول
لاتعبس..فلاتدري من سيقع في حب ابتسامتك!!
ولاتدري ايضاً من سيكرهك من ابتسامتك...إذ زورت بعض المعاني الجميلة!
فالكتابة عن الشعور لاتكون دوماً بالقلم.!
شخص كتب على ورق..فاتضح لاحقاً انه كتب على جبينه..!!
وشخص كتب على الصخر ليجد انه كتب فقط على صفحات الماء..
ليس كل من كتب يعي مايكتب..وليس كل شعور يصدق بكتابته..!
/
\
في إحدى العصور السالفة كانت الكتابة كل شيء في حياتهم...
فشخص يمتلك كل شيء في منزله عدا صندوق بريد يعتبر شخص غريب الأطوار حيث يعتبر كل شخص كاتب....
وربما ليس أديب..!
وكانت ايضاً في عصر آخر ك العملات...!!!
إذ كانت الحروف تباع وتشترى...!
لكن أيذكر شخص باع مشاعره..!
لم تحدث ولن تحدث طالما أن كتابة المشاعر ليست فقط بالقلم.!
وحتى عصرنا هذا لازالت الكتابة الرداء اليومي لكل إنسان...
والتاج الأعظم لكل مثابر للقلم..
وهي الشاهد الوحيد لآلاف ثقافة وثقافة..!
/
\
لم يعد القلم الوحيد القادر على الكتابة...
إذ أصبح الهاتف يكتب..وأجهزة الحاسوب تكتب..والتلفاز يكتب و.....
لم يعد هنالك متسع للمزيد من الكتابة....
ولم يعد هناك متسع للمزيد من القراء...
إذ اختلطت الحروف الصادقة بالزائفة...
ولم يعد هناك المزيد من المُمَيزين لها...
ولا لتلك المشاعر الكذابة أو الصادقة...!
إذ كان بالأمس هجرت المحبرة...
وتكدست الأوراق...
واعتزل القلم..!!!
ولم يعد هنالك من يبحث عن رسالة ضاعت في أعماق البحر..!
بمشاعر قبطان كان أو قرصان..!!
ولم يعد هناك الكثير ممن يزالون يكتبون...
على ورق..!
إذا أصبحت المحاولة صعبة...
فلا احد يحاول..ولا احد يكتب...
عندما تكون المشاعر الكترونية!!
/
\
الجميع يستطيع أن يكتب...
لكن ليس الجميع يستطيع المحاولة..!
الجميع يستطيع أن يحب...
لكن ليس الجميع يستطيع أن يعبر عن حبه...
الجميع يستطيع شراء قلم...
لكنالكثير يجهل طريقة إمساكه..
الجميع يستطيع شراء حروف الكترونية...
لكن لا احد يستطيع فهمها..!
باستطاعتنا الكتابة..
في كل وقت..
وبأي أداة...
إذا لاتزال النظرات ضمن عيوننا..!
والابتسامة تنام بملامحنا...
فلنكتب...ولاندع الكتابة كالعملات..!!
هذا ماحاولت إيصاله..
ربما وصل...وربما لن يصل.....
كرسالة حب ضاعت ولم تقرأ...!!!