http://kenanaonline.com/photos/1238051/1238051530/large_1238051530.jpg?1283772134أصبحت عملية إنشاء موقع إلكتروني على الإنترنت في الوقت الراهن أسهل وأرخص من ذي قبل. ولكن من يريد اجتذاب قراء أكثر إلى موقعه، ينبغي عليه القيام بمزيد من الأعمال على مشروعه أكثر من المجهود الذي يتطلبه إنشاء محتوى الموقع. وتتمحور هذه الأعمال في جذب انتباه القراء المحتملين إلى الموقع الإلكتروني.
ومن أهم هذه الأعمال والتي تستغرق وقتاً طويلاً هي إدراج الموقع الإلكتروني ضمن الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، فمثلاً عن طريق خدمة الرسائل القصيرة التي يقدمها موقع تويتر يمكن لأي شخص أن يلفت الانتباه إلى موقعه الخاص من خلال التعليق على مشاركات الأشخاص الآخرين. ويقول البروفيسور ماريو فيشر المختص بتدريس تكنولوجيا المعلومات والتجارة الإلكترونية بالجامعة المتخصصة بمدينة فورتسبوغ الألمانية :”هنا يمكن للشخص أن يثبت كفاءته ككاتب، إلا أن الأمر يستغرق بعض الوقت”.
وقد يكون من المفيد أيضاً استخدام خدمات العلامات المرجعية الاجتماعية (Social-Bookmark) التي تقدمها بعض المواقع، وتتلخص فكرة عمل هذه الخدمات في أن يقوم المستخدم بوضع علامة مرجعية أثناء تصفح الإنترنت ويتيحها للآخرين عبر مواقع إلكترونية مثل Mister Wong أو del.icio.us، كما يمكن أن تتضمن هذه العلامات المرجعية علامة تشير إلى الموقع الإلكتروني الخاص. كما تقدم هذه الخدمات قصاصة برنامج يمكن أن يقوم المستخدم بإضافتها كزر في موقعه الخاص، حيث يتمكن القراء بضغطة زر واحدة من إدراج الموقع الإلكتروني أو مقالة معينة به في قوائم العلامات المرجعية الخاصة بهم.
ولكن كل هذه الخطوات لا يمكنها أن تجذب الكثير من القراء المستهدفين عندما لا يُعير هؤلاء القراء أثناء تصفحهم للإنترنت أي اهتمام للروابط الموجودة بالشبكات الاجتماعية مثل تويتر وغيرها. وهنا تبزر أهمية طريقة جذب القراء من خلال تحسين ترتيب ظهور الموقع ضمن النتائج التي تعرضها محركات البحث؛ حيث ينبغي أن تكون محركات البحث قادرة على تحليل الموقع بشكل جيد، حتى يظهر الموقع الإلكتروني أثناء استفسارات البحث في مرتبة متقدمة قدر الإمكان ضمن قائمة النتائج التي يعرضها محرك البحث.
وهنا يشير كاي أوبربيك المتحدث باسم شركة غوغل بمدينة هامبورغ شمال ألمانيا، إلى أن محرك البحث غوغل يقوم بتحليل حوالي 200 إشارة، علاوة على أن المحرك الأشهر على الإنترنت يُقسم هذا المعايير إلى ثلاث مجموعات لتقييم التصميم والجودة والتنفيذ التقني لصفحة الإنترنت. كما أن الروابط التي تأتي من مواقع أخرى تلعب دوراً حاسماً في زيادة شعبية الموقع الإلكتروني. ويعرف التقييم الذي يعتمد على بنية الروابط باسم تصنيف الصفحة (Pagerank).
ولكن كيف يحصل الشخص على مثل هذه الروابط؟ هناك إمكانية لذلك تتمثل في قيام الشخص بإضافة مشاركات في المدونات والمنتديات المشهورة، مع ترك رابط يشير إلى موقعه الإلكتروني الخاص، ولكن هذه الطريقة تفيد فقط إذا كانت المشاركات مأخوذة على محمل الجد وتنطوي على بعض الأهمية. وليس هناك طائل من وراء الروابط التي يتم بها ربط الموقع الإلكتروني بالمواقع الخاصة بالأصدقاء والزملاء، حيث يقول ماريو فيشر :”محركات البحث تكتشف مثل هذه الشبكات من الروابط”.
وغالباً ما تواجه محركات البحث مشكلات في التعامل مع المحتويات الديناميكية وملفات الفلاش. ومن لا يريد التخلي عن استخدام هذه النوعية من الملفات، فينبغي عليه تزويد أهم محركات البحث بخريطة موقعه الإلكتروني «Sitemap»، فعلى سبيل المثال من يمتلك حساب بريد إلكتروني على موقع غوغل، فيمكنه استخدام أدوات مشرفي المواقع «Webmaster Tools» والتي تتضمن وظيفة خريطة الموقع.
كما يجب الاهتمام بتفاصيل شفرة المصدر، والتي تمكن المرء من قراءة النص المبرمج للصفحة: حيث تعطي العلامات الوصفية «Meta-Tags» في الجزء العلوي من الصفحة «Header» إرشادات عن المحتوى. كما يعول الأشخاص المحترفون في إنشاء مواقعهم الإلكترونية على العلامات الوصفية «للكلمات المفتاحية»، اعتقاداً منهم بأنه يمكنهم بذلك تحقيق نتائج أفضل أثناء عمليات البحث التي يقوم بها غوغل وغيره من محركات البحث إذا تم ملء هذه العلامات الوصفية بالمصطلحات المناسبة، ولكن فيشر يرى غير ذلك ويقول :”محركات البحث لا تقوم بقراءة هذه العلامات الوصفية على الإطلاق”.
ولكن الأهم من ذلك هي العلامة الوصفية «Title»، حيث يقوم المتصفح بإظهار ما يوجد بداخلها في عنوان الصفحة كما يقوم محرك البحث بقراءته، على سبيل المثال «القطة بوسي – مدونة لمحبي القطط»، وفي هذا الصدد ينصح فيشر بإدخال خمس إلى سبع كلمات رئيسية. وفي العلامة الوصفية «Description» يمكن لصاحب الموقع الإلكتروني أن يقوم بإدخال وصفاً مختصراً للموقع، حيث يقوم محرك البحث غوغل بإظهار هذا النص ضمن نتائج البحث.
وبالرغم من كل هذه المجهودات ينبغي على مشغل الموقع الإلكتروني أن يعلم جداً أن اجتذاب الكثير من القراء لن يتم بين عشية وضحاها. ولذلك ينصح فيشر قائلاً :”يتعين على الشخص أن يقوم بوضع جدول زمني، حيث ستظهر النتائج الأولية بعد مرور شهرين إلى أربعة شهور”.